الاخلاص فى النية
الاخلاص فى النية
قال الله تعالى : وما امروا الا ليعبدواالله مخلصين له الدين حنفاء ويقيمواالصلاة ويؤتواالزكوة وذلك دين القيمة ( البينة 5 ) , لن ينال اللهَ لحومُها ولادماؤها ولكن يناله التقوى منكم ( الحج 37 ) , قل ان تخفوا ما فى صدوركم او تبدوه يعلمه اللهُ ( العمران 69 ) . عن امير المؤمنين ابى حفص عمربن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رِياح بن عبد الله بن قُرْط بن رَزاح بن عديّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشي العدويّ رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انماالاعمال بالنيات وانما لكل امرئ مانوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها اوامراة ينكحها فهجرته الى ماهجر اليه , متفق عليه . ويصح العمل بالنية ,اذا صلحت النية صلح العمل واذا فسدت فسد العمل, الامور بمقاصدها , فيما شرعت النية لاجله المقصود الاهم منها تمييز العبادات من العادات وتمييز رتب العبادات بعضها من بعض كالوضوء والغسل يتردد بين التنظيف والتبرد. عدم اشتراط النية فى عبادة لاتكون عادة اذ لاتلتبس بغيرها كالايمان بالله والمعرفة والحوف وقراءة القران والاذكار. وان وقتها اول العبادات وخرج عن ذلك الصوم فجوز تقديم نية على اول الوقت لعسر مراقبته فلو نوى فى الفجر لم يصح فى الاصح وجواز تأخير نية صوم النفل عن اوله .واعلم ان النـية لغة القصد, يـقال نـواك الله بـخير اي قصدك به , والنية شرعا قصد الشيء مقترنا بفعله .
قال حذيفة المرعشى : الاخلاص ان تستوي افعال العبد فى الظاهر والباطن ,قال ابـن عياض : تـرك العمل من اجل الناس رياء والعمل من اجل الناس شرك والاخلاص ان يـعافيك الله منهما, الصدق فى الوصف العبد فى استواء السر والعلانية والظاهر والباطن والصدق يتحقق بتحقق جميع المقامات والاحوال حتى ان الاخلاص يـفتقر الى الصدق والصدق لا يـفتقر الى شيء لان حقيقة الاخلاص هو ارادة الله تعالى بـالطاعة فقد يـريد الله بـالصلاة ولكنه غافل عن حضور القلب فيها , والصدق هو ارادة بـالعباد مع حضور القلب اليه فكل صادق مخلص وليس كل مخلص صادقا, وهو معنى الاتـصال والانـفصال, لانه انـفصال عن غير الله واتـصل بـالحضور بـالله , وهو معنى التخلى عما سوى الله والتخلى بـالحضور بـين يـدي الله سبحانه وتعالى . وقال ذو النون المصري : ثلاث من علامات الاخلاص : استواء المدح والذمّ من العامّة , ونسيان رؤية الاعمال فى الاعمال , واقتضاء ثواب العمل فى الاخرة , وقال صلى الله عليه وسلم : الناس كلهم هلكى الا العالمون والعالمون كلهم هلكى الا العاملون و العاملون كلهم هلكى الا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم ,
الاسلام والايمان والاحسان
قال الله تعالى : ان الدين عندالله الاسلام ومااختلف الذين اوتواالكتاب الا من بعد ماجاء هم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب ( العمران 19) , ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يُقبل منه وهو فى الاخرة من الخاسرين ( العمران 78 ) عن عمربن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذطلع علينا رجل شديد بياض الشياب , شديد سواد الشعر لا يُرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبى صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفَّيه على فخذيه وقال يامحمد : أحبرنى عن الاسلام : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الاسلام ان تشهد ان لااله الاالله وان محمدا رسول الله وتُقيم الصلاة وتُؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيتَ ان استطعت اليه سبيلا , قال صدقت , فَعَجَبْنَا منه يسأله ويُصدقه قال فأخبرنى عن الايمان قال : ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الاخير وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرنى عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك , قال فأخبرنى عن الساعة , قال ما المسئوول عنها باَعْلَمَ من السائل , قال فأخبرنى عن اَمارَتِها قال ان تلد الاَمَة رَبَّتَها وان ترى الحُفاة العُراةَ العالة رِعاء الشّاء يتطاولون فى البنيان ثم انطلق , فلبث مليّاً , ثم قال : ياعمر , اَتدرى مَن السائل ؟ قلت : الله ورسوله اعلم , قال فانه جبريل اتاكم يَعَلِّمُكم دينَكم رواه مسلم , وعن ابى عبدالرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بني الاسلامُ على خمس : شهادةِ ان لااله الاالله وان محمدا رسول الله واِقامِ الصلاة وايتاء الزكاة وحجِّ البيت وصوم رمضان رواه البخارى ومسلم
قال الله تعالى : ياايهاالذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ( العمران 102
: فاتقوا الله مااستطعتم ( التغا بون 26
: ياايهاالذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ( الاحزب 70
: ومن يتق الله يجعل له مَخْرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ( الطلاق 2-3
: اِنْ تَتَّقوا الله يجعل لكم فُرْقانـاً ويُكَفِّرْ عنكم سَيَّأَتِكم ويغفرلكم واللهُ ذو الفضل العظيم ( الانفال 29
معنى التقوى , من وقى _ وقاية وهو حفظ الشيئ مما يـؤذى ويضرّ , وقال صاحب الجلالين : امتثال الاوامر واجتناب النواهى . وان التقوى مفتاح لحسن الحياة , وبعد ذكر الايمان ذكر التقوى . خمس من علامات التقوى : ان يتصدق امواله فى حال السراء او الضراء قال الله تـعالى : الذيـن يـنفقون فى السراء والضراء..., ان يعفو اخاه قال الله تـعالى :...والعافين عن الناس والله يـحب المحسنين , وان لايكون غاضبا حتى يقل غضبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تـغضب , فردد مرارا , قال : لاتـغضب رواه البخاري واخرج البيهقي وابـن عساكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انـه قال يـا معاوية ايـاك والغضب فان الغضب يـفسد الايـمان كما يـفسد الصِبْرُ العسل , والمسلمون لهم اخوة قال الله تـعالى : انماالمؤمنون اخوة فأصلحوا بـين اخويكم ( الحجرات 10) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لاتـحاسدوا ولا تـناجسوا ولا تـباغضوا ولا تـدابـروا ولا يـبع بـعضكم على بـيع بـعض وكونوا عبادالله اخوانـا المسلم اخو المسلم لا يـظلمه ولا يـخذله ولا يـكذبه ولا يـحقره التـقوى ههنا ويـشير الى صدره ثلاث مرات بـحسب امرئ من الشر ان يـحقر اخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه رواه المسلم , ويحب اخوته كما يحب لنفسه قال رسول الله صلى الله وسلم : لايـؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه رواه البخاري ومسلم , وقال تعالى : وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضهاالسموات والارض اعدت للمتقين , الذيـن يـنفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ( العمران 132 -134 ) . الايـمان فى اللغة هو مطلق التصديق وفى الشرع عبارة عن تصديق خاص وهو التصديق بـالله وملائـكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبـالقدر خيره وشره .واما الاسلام فهو عبارة عن التسليم والاستسلام وفعل الواجبات وهوالانـقياد الى عمل الظاهر .والايـمان شرط لصحة الاسلام . وقال التاج السبكى : الاسلام اعمال الجوارح ولا يـعتبر الا مع الايـمان والايـمان تـصديق القلب ولا يـعتبر الا مع التلفظ بـالشهادتـين , اشهد ان لااله الاالله واشهد ان محمدا رسول الله .واعلم : ان الايـمان بـالله اعتقاد انـه واحد لاشريك له فى ذاتـه وصفاته ولا شريك له فى الالوهية وهي استحقاق العبادة وانـه قديم لاابـتداء لوجوده وبـاق لاانـتهاء لابـَدِيـَّتِه. وباالملائكة اعتقاد انهم مُكرمون لايـعصون الله ماامرهم ويـفعلون ما يـؤمرون . وبـالكتب اعتقاد انها كلام الله الازالي القائم بذاتـه المُنزّّه عن الحرف والصوت وان كل ما تـضمنتْـه حق وان الله انـزلها على بـعض رسله بـألفاظ حادثـة فى الواح او على لسان الملك وبـالرسل اعتقاد ان الله ارسلهم الى الخلق ونـَزَّهَهم عن كل وخيمة ونـقص فهم معصومون من الصغائر والكبائر قبل النبوة وبعدها وبـاليوم الاخر وهو من الموت الى اخرمايـقع اعتقاد وجوده ومااشتمل عليه من سؤال الملكين ونـعيم القبر اوعذابـه والبعث والجزاء والحساب والميزان والصرط والجنة والنار . وبـالقدر الله عتقاد ان ماقدّره اللهُ فى الازالى لابـد من وقوعه وما لم يـُقدّره يـستحيل وقوعه وانه تعالى قدّر الخير والشرّ قبل خلق الخلق وان جميع الكائـنات بقضائـه وقدْره واعلم ان التقادير اربعة : التقدير فى العلم ولهذا قيل العناية قبل الولاية والسعادة قبل الولادة واللواحق مبنية على السوابـق , التقدير فى اللوح المحفوظ وهذا تـقدير يـمكن ان يـتغير قال الله تعالى : يـمحوالله مايـشاء ويـثبت وعنده ام الكتاب وعن ابـن عمر رضي الله عنهما انه كان يقول فى دعائه : اللهم كنت كتبتنى شقيافامحنى واكتبنى سعيدا , التقدير فى الرحم وذلك ان المَلَك يـؤمر بـكتب رزقه واجله وعمله وشقي اوسعيد , التقدير وهو سوق المقادير الى المواقت والله تعالى خلق الخير والشر. طبقة الانسان فى درجته ثلاث : المسلم - المؤمن – المحسن واما المسلم فيعمل الاوامر كعمل الصلاة المفروضة واجتناب النواهى كترك المعاصى . ثم المؤمن هو المسلم الذي يعمل الواجبات تضرعا وخفيتا , وصلاته وصومه وغيرهما من المفروضات لا فى اللسان فقط بـل حتى فى القلب . ثم المحسن هو درجة المخلص وهو علو الدرجات وانه يعبد الله كانه يراه فان لم يكن يراه فانه يراه . وقال تعالى وما امروا الا ليعبد الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلوة ويؤتوا الزكوة وذلك دين القيمة ( البينة 5
Komentar
Posting Komentar